مقالات

لا تدفعوا الشعب إلى العصيان المدني

 

ليبيا 26 فبراير 2024

مطالبات أهالي بني وليد ومعه المجلس البلدي والقطاعات الخدمية، بضرورة إطلاق حراك شعبي هدفه الضغط على الأطراف المتناحرة للوصول إلى صناديق الانتخابات، يمكن ان يكون الشرارة التي تولد الموجة الثالثة للحراك الشعبي العام، خاصة وإن الوضع العام في ربوع ليبيا يتشابه كما في الموجتين الأولي في 2011 والثانية في 2019.

الأجواء العامة تدفع الشعب للحراك، في ظل الأزمات التي تمر على الشعب الليبي، من غلاء للأسعار، وتأخر المرتبات، وشح السيولة وارتفاع سعر الصرف للدينار الليبي مقابل الدولار وتخطيه حاجز الـ 8 دنانير، عطفًا على ما قام به جهاز حرس المنشآت النفطية مؤخرًا، من غلق لمستودع مصراتة، ومجمع مليته للغاز ومصفاة الزاوية وتهديده بإغلاق جميع الحقول النفطية، مما يزيد من هموم وأزمات المواطن الليبي.

لا يختلف الأمر في الشق السياسي فالوضع مأسوي، فحالة الانقسام تزداد خاصة بعد فشل المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في القيام بدوره بالوصول إلى نقطة إلتقاء بين الأطراف المتناحرة، يضاف اليه رفض المجلس الأعلى للدولة جميع قرارات مجلس النواب.

لا شك أن الحراك الشعبي سوف يصبح رقمًا في المشهد الليبي، لكنه رقم سيتحول بمرور الوقت إلى طرف أساسي في المعادلة الصعبة، فمع تزايد الوقفات الشعبية وعدم تنفيذ المطالب، لن يتبقى أمامه من خيارات سوى التصعيد باللجوء إلى العصيان المدني، الذي سيزيد من الأزمات التي تشهدها ليبيا.

بقلم:
سيف الدين بن مشري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى