البرهان في ليبيا … وهم المبادرة وحقيقة الزيارة
ليبيا 27 فبراير 2024
لبي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الدعوة الموجه له بزيارة ليبيا من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الاثنين الماضي.
البرهان اجتمع في مباحثات مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، وعبدالحميد الدبيبة، بالعاصمة الليبية طرابلس وذلك بعد يومين من إعلان عدة مصادر عن مبادرة ليبية لتقريب وجهات النظر بين طرفي الحرب في السودان.
لكن عقب انتهاء الزيارة ظلت بنود المبادرة مجهولة، وأيضا نتائج الزيارة نفسها، ويبدو أن فحوى الزيارة ونتائجها يتضمن العموميات والبروتكولات الرسمية بدون توضيح حقيقي لأسبابها.
لسان حال الكثير فالشارع الليبي يؤكد يقينا أن حل أزمة السودان لن يأتي بالتأكيد من رئيس حكومة الوحدة ووزراءه وذلك طبقا للمثل الليبي القائل “مالميتي حوسة دارك يبال أديري عصبان”، أي بمعنى أن الأزمة الليبية لطالما كانت أمام “عبدالحميد الدبيبة”، بل هو نفسه طرفا فيها، ومع ذلك فشلت كل جهود الحوارات والمبادرات والمصالحة.
استقبلت الزيارة وسط علامات تعجب واستفهام كثيرة بجدوى الدعوة والزيارة سوى أنها ستفيد “الدبيبة” أكثر مما تفيد السودان بطريقة أو بأخرى، ولن تتحول ليبيا إلى منبر حوار بين الأطراف السودانية المتصارعة مع وجود منبر جدة الذي قطع أشواط كبيرة في ذلك.
على صعيد أخر لازالت طرابلس تعاني من انقسامات داخلية، الانقسامات التي حددها وزير داخلية حكومة الوحدة عماد الطرابلسي وأكد على وجود توافق بخروج كافة التشكيلات المسلحة من العاصمة، الأمر الذي تدور حوله الشكوك ومدى انصياع التشكيلات للأوامر.
الأوساط السياسية السودانية نفسها انتقدت الزيارة، وقالت أنها لا تتعدى إطار الدعاية الإعلامية التي يمارسها البرهان بأنه منفتح على كل المبادرات والتسويات، وهو ماوصفته بالوهم، وأن الزيارة مجرد تسجيل حضور في الفضاء الإقليمي .
تنتظر طرابلس في القريب العاجل زيارة أخرى على خط الأزمة السودانية وبناء على دعوة أخرى وجهها الدبيبة لقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو المُلقب بـ “حميدتي”، والذي أكد في اتصال هاتفي مع الدبيبة أنه سيلبي الدعوة قريبا…
ويبقى السؤال حول جدوى دخول الدبيبة فجأة وفي هذا التوقيت على خط الأزمة السودانية، هل فعلا كما يقول المراقبون أنها لتغطية على استفحال الأزمة الأمنية في العاصمة؟
بقلم
محمد يسري