اتفاق القاهرة الثلاثي… هل يحرك المياه الراكدة في الأزمة الليبية؟
بقلم: سيف الدين بن مشري
بارقة أمل للشعب الليبي مع بداية شهر رمضان المبارك… جاءت من قاهرة المعز، بعد الاتفاق المبدئي بين رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيله صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكاله … واتفاقهم على تخطي حالة الانقسام الحالية والالتفاف حول كلمة واحدة خلال المرحلة المقبلة.
إن أول نقطة على السطر في إنهاء الفرقة بين الإخوة، وأول خطوة على طريق المصالحة الوطنية… هي حكومة موحدة تجميع الليبيين تحت مظلتها يكون هدفها الترتيب وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية… وهو ما اتفق عليه الثلاثة رؤساء في القاهرة… حيث يعد حلم الشعب الليبي للخروج من عنق الزجاجة الذي طال أمده منذ 13 عاما.
يبدو أن اتفاق القاهرة لم يأت من فراغ… فهو ثمار ضغوطات وتدخلات قوية من مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة الأمريكية عن طريق المبعوث الخاص لها السفير ريتشارد نورلاند، وان صدقت النوايا فإنه مع قدوم العيد متوقع أن يعلن عن الحكومة الموحدة ومدة بقائها في السلطة… خاصة بعد جلوس رئيسي مجلس النواب والدولة على طاولة واحدة، وهو الأمر الذي كان مستبعدا إثر الخلاف القوي بينهم في أحقية من له شرعية إصدار التشريعات.
ثمار اجتماع القاهرة الثلاثي تعدت تجدد الأمل عند الليبيين، ليكون طوق النجاة للمبعوث الأممي عبد الله باتيلي، بعدما فقد ثقة جميع الأطراف خلال الفترة الماضية، ليظهر في الصورة مرة أخرى كراع أممي لاتفاق القاهرة والعمل على تحقيق مخرجاته في أقرب وقت.
مدى تحقيق بنود الاتفاق الثلاثي… وتقبل الأطراف لتنفيذ ما جاء فيه… يعد النجاح الحقيق للاختراق الذي حدث في جدار الأزمة الليبية، كما وصفته جريدة “النهار اللبنانية”… ويبقي السؤال الذي يقلق الجميع ماذا يحدث في حال رفض طرف من الأطراف التنازل، وترك السلطة التي في يده، والنزول عند رأي الأغلبية لبدأ مرحلة جديدة؟ … ويبقي اتفاق القاهرة آخر حجرا يرمى في المياه الراكدة للازمة الليبية… وبعدها إما حرب أو حرية.