مقالات

أوروبا ليست جنة الله في الأرض… والوطن العربي أولى بشبابه

 

بقلم:-
سيف الدين بن مشري

صور الموت التي تتدفق كل يوم دون سابق إنذار… الأرقام المرعبة عن عدد الغرقى في البحار… حطام السفن والجثث التي بالمئات في النشرات الإخبارية… لم تكن كافية… فأعداد المهاجرين إلى أوروبا في تزايد… والنتيجة فقدان الأهل لأبنائهم… والسبب الوهم.

الوكالة الأوروبية لتأمين الحدود «فرونتكس» قالت إن أربعة آلاف و315 مهاجرًا غير نظامي عبروا من شمال أفريقيا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط خلال شهري يناير وفبراير الماضيين فقط، بالإضافة إلى نحو خمسة آلاف وافد بشكل غير قانوني إلى إيطاليا من ليبيا خلال 2024، فيما تم إعتراض 1915 شخصًا، واستنادًا إلى الأرقام التي سجلتها المنظمة الدولية للهجرة، توفي 80 مهاجرا في وسط البحر، وفقد نحو 190 بين بداية العام حتى 9 مارس الجاري.

رسائل الإباء والأمهات الذين فقدوا أبنائهم لا حصر لها، ولدي منها الكثير …مهما كتبنا فلا يمكن وصف أب يبكي على فقدان إبنه فلذة كبده وسط الأمواج… مهما قلنا لا يمكن التعبير عن شعور أم قلبها موجوع على ولدها الذي لا تعرف له قبر… مهما سطرت الكلمات لا تفي دموع زوجات ترملوا في سن الشباب… مهما تدفقت الحروف لا تملا قلب إبن فقد والده وأصبح يتيما… كل قصائد الرثاء لا تكفي أخت لا تجد سندها في الدنيا، وهل وجدت الخنساء ما يهون عليها فقدان أخيها صخر.

رغم المجهودات الجبارة التي تقوم بها الدولة الليبية في القضاء على الظاهرة السلبية، وسن العديد من القوانين وأحكام المنافذ والمعابر الحدودية، إلا أن أعداد المهاجرين تزداد كل يوم… وآخرها ما أعلنت عنة المنظمة الدولية للهجرة عن إعتراض 2738 مهاجرا قبالة السواحل الليبية من بداية العام وحتى 16 مارس الجاري، وإعادتهم قسرا، غير ما تم إعلانه من قبل أطباء بلا حدود من إنقاذ أكثر من 175، بالإضافة إلى غرق 60 مهاجر على متن قارب تجاه مدينة الزاوية، بالإضافة إلى العشرات والمئات… والأعداد لا تنتهي.

أوروبا ليست الحلم يا شباب العرب… وبلادكم أولى بكم… فالوضع الراهن لا يمكن أن يكون حجة للهروب بطرق تؤدي إلي الهلاك… فإذا كانت النتيجة الحتمية الموت… فأيهما تفضل الموت وسط الأمواج أم في بلادك… وفي حال وصولك لشواطئ أوروبا هل تتوقع أن الملايين في انتظارك؟… هل ينتظرك العمل في أرقي الأماكن؟… لا… ستجد نفسك إما مطارد أو سجين أو يتم إعادتك إلى بلادك مرة أخرى، فكم شخص أتيحت له الفرصة ونجح في تحقيق الأحلام؟ … وإن تحققت فستكون على حساب خسارة الكثير من ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى