أخبار اليومرياضةليبيا

خطة “ماتي” وراء الإصرار على إقامة الدور السداسي الليبي في إيطاليا

تقرير- سيف الدين بن مشري

أثار إقامة الدوري السداسي الذي يحدد بطل الدوري الليبي في إيطاليا علامات التعجب والاستفهام حول إصرار اتحاد كرة القدم وحكومة الوحدة الوطنية في لعب المباريات على الملاعب الإيطالية بعد تعذرها أكثر من مرة… ولمعرفة حقيقة الأمر كشف موقع “Affari Italiani” الإيطالي، عدة مفاجآت كانت كفيلة بالإجابة على الأسئلة المطروحة في سبب تدخل الحكومة في المسابقات المحلية مخالفة لميثاق الاتحاد الدولي لكرة القدم، معرضة الكرة الليبية للإيقاف.

وقال موقع “Affari Italiani” الإيطالي في تقريره الذي نشره في الأول من الشهر الجاري أن سبب استضافة إيطاليا لمباريات الدوري السداسي يرجع إلى تفعيل خطو “ماتي” من قبل وزير الرياضة الإيطالية أندريا عبود، التي رافقت رئيسة الوزراء الإيطالية خلال زيارتها إلى العاصمة طرابلس في السابع من شهر مايو الماضي، وتطمح خطة ماتي إلى إعادة روما مرة أخرى كبطل في أفريقيا، حيث لا يتوقف التبادل والتدخل الإيطالي عند الغاز والنفط والسدود الكبيرة فقط بل يمتد إلى التبادلات في المجال الرياضي.

وأشار الموقع إلى أن الجانب الإيطالي لم يدع مجالا للوقت بل قام -بالفعل- بالتوقيع على وثيقة تنص من بين عدة أمور فيها على تنظيم المراحل النهائية من الدوري الليبي لكرة القدم في إيطاليا، مستغلة حالة الانقسام الحادة في البلاد، وهو الأمر الذي دفع قادة الاتحاد الليبي لكر القد م على إقامة الدور السداسي في خارج ليبيا خلال السنوات الماضية…

وتفعيلا للوثيقة، فقد استلمت وزارة الرياضة والشباب الإيطالية مبلغ خمسة وعشرين مليون يورو من الحكومة الليبية لإقامة المباريات على ملاعبها، وهو ما يثير العديد من علامات الاستفهام حول مدى الاستفادة التي ترجع على حكومة الوحدة من دفع هذه المبالغ المالية في الوقت الذي تستطيع فيه صرف مبالغ أقل على إقامة الدور السداسي بدول الجوار أو في الأراضي الليبية، ناهيك عن المصاريف الباهظة لتكاليف السكن وتنقلات الفرق والحكام والنقل التلفزيوني، حيث تتكلف قيمة إيجار تقينة “الفار” للمباراة الواحدة 50 ألف يورو، حسب الاتفاق الذي تم بين اتحاد الكرة الليبي ومدير الاستثمار الدولي في رابطة الدوري الإيطالي والمسؤول عن تقنية الفار، ومدير التحكيم في الدور الإيطالي جانلوكا روكي.

إصرار اتحاد الكرة الليبي على إقامة البطولة في إيطاليا وتعديل موعد انطلاقها دفع أندية الهلال والنصر والأهلي بنغازي إلى إصدار بيان استنكروا فيه تدخل الحكومة في المنافسات المحلية وتحديدها للدول المستضيفة للبطولات ومواعيد انطلاقها، وذلك بعد تأجيل الانطلاق الذي كان مقرراً في 27 يونيو المنصرم؛ بسبب مشاكل فنية ولوجستية، كما أعلن الجانب الليبي.

كشف الموقع أن سبب رفض الفرق الليبية لأماكن الإقامة والإعاشة ليس بسبب جودة الفنادق، بل يرجع إلى رغبة الأندية في الانسحاب من اللعب في إيطاليا بعد الانتقادات الكبيرة التي وجهت لهم، حيث أشار الموقع في تقريره إلى أنه تم تحديد ثلاثة ملاعب: بيزا وإمبولي وملعب فيولا بارك حيث يتدرب فيورنتينا، للمباريات، إضافة إلى أن الفنادق تقع بين بيزا ومونتيكاتيني فصلي الدراسي وكامبي بيسينسيو، وهي أماكن مشهورة بمجمعاتها الفندقية. وهو ما أكده مصدر دبلوماسي لـ”ميكروفوناتنا” حسب ما ذكر الموقع.

ولكن أعتقد في رأي أن سبب التأجيل كان انتظارا لمعرفة الطرف السادس للدور، بعد قرار إعادة مباراة الأخضر والهلال في الجولة التاسعة، وهو ما تم فعليا، ونجح الهلال في الفوز والتأهل للدور السداسي.

ونجاح المسؤولين الليبين الأخيرة في حل جميع المشاكل وإبلاغ الأندية بحجوزات الطيران والإقامة والملاعب، جاء بعد تدخلات الجانب الإيطالي في الأمر، وقال الموقع الإيطالي أن الحلول الإيطالية لم تكن من أجل الفرق الليبية، إنما من أجل إنقاذ سمعة إيطاليا في الشمال الأفريقي حيث قال “إنقاذ البطولة أمر ضروري لليبيين حيث تدور حول كرة القدم مصالح رياضية وغير رياضية، الفشل في تنظيم البطولة سيسبب أضرارًا كبيرة لإيطاليا حيث كانت تأمل تعزيز علاقاتها السياسية في أفريقيا”.

إن ما كان من المفترض أن يكون عرضاً رياضياً يهدف أيضاً إلى الدفاع عن الروابط السياسية والثقافية العميقة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، أصبح الآن مهدداً بالتحول إلى مهزلة حقيقية. في الساعات التي كان على الفرق الليبية أن تتقاتل فيها على أرض الملعب، انتقل قادة الاتحاد الليبي لكرة القدم من توسكانا إلى لاتسيو بحثًا عن مرافق جديدة.

وأرجع الموقع اهتمام الجانب الليبي بالرياضة إلى الإرث الاستعماري، حيث أشار إلى أن الرياضة ليست إطلاقا تفصيلاً في حياة الليبيين اليومية. في الواقع، ربما تكون هذه طريقة لإلهاء النفس عن الحياة التي أصبحت صعبة للغاية لعدة عقود حتى الآن. فعندما تواجه فرق كرة السلة الرئيسية بعضها البعض في طرابلس، على سبيل المثال، تضاء قاعة الرياضة المحلية، وتشهد المباريات حضور القادة السياسيين في المدرجات، فإن كرة القدم هي الرياضة الأكثر متابعة.

رابط الموقع الإيطالي
https://www.affaritaliani.it/politica/le-finali-del-campionato-di-calcio-libico-in-italia-diventano-una-farsa-926131.html

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى