تقاريردوليعربي

“رايتس ووتش” ترضخ للتهديدات الصهيونية وتضلل الرأي العام العالمي

غزة 17 يوليو 2024

يبدو أن الضغط الصهيوني على وسائل الإعلام الغربية له تاثير قوي، وظهر ذلك جليا خلال تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن الوضع في قطاع غزة حيث ادعت المنظمة في تقريرها أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ارتكبت “جرائم حرب” خلال عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023، فيما لم يسلّط التقرير الضوء على المعاناة والدمار الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني في غزة نتيجة القصف الصهيوني.

وبدأ التقرير بالحديث بأسلوب درامي مؤثر عن شخص من الاحتلال أصيب بحروق في أحداث السابع من أكتوبر، وختم بالحديث عن امرأة تأثرت نفسيا من الأحداث”.

فيما لم يتطرق لما أصاب شعب فلسطين في غزة من قتل وتدمير وتجويع وعذاب فاق الخيال، مما يكرس فكرة التمييز العنصري بين البشر.

وأعربت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الأربعاء، عن رفضها الشديد لتقرير المنظمة، مفندة الادعاءات الواردة في التقرير، حيث قالت “أن عدد الشهداء والجرحى فاق 120 ألفا حتى اليوم، وتم تدمير المستشفيات والجامعات والمدارس والبنية التحتية بشكل كامل، وما زالت آلة البطش الصهيوني تواصل جرائمها بدعم أميركي وغربي كامل، ولم يجد التقرير أن هذا كله يستحق الذكر”.

واستنكرت الحركة ما اعتبرته خطأ من منظمة هيومن رايتس ووتش عندما اعتبرت أن السابع من أكتوبرالماضي هو بداية القصة، وأهملت ما سبقها وكل ما عاناه الشعب الفلسطيني من حروب وقتل وتعذيب وحصار، وحمّلت المنظمة الحقوقية كامل المسؤولية عن التقرير، الذي تراه يبرر جرائم الاحتلال ويسوّغ استمرارها، كما يسيء إلى سمعة حماس والشعب الفلسطيني وقواه المقاومة.

كما أشارت حماس إلى أن التقرير يتحدث عما وصفه بـ”الجرائم التي ارتكبتها الفصائل الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر” حسب زعمه، لكنه يتجاهل عمدًا الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال في ذات اليوم ضد أهل قطاع غزة، وشددت على أن الاحتلال ارتكب أيضا جرائم ضد المدنيين منه الذين تم قصفهم مع المقاتلين الفلسطينيين بالطائرات وقذائف الدبابات.

واستطردت “وهذا ما حدث أيضا مع الحفل الموسيقي الذي قصفته الطائرات والدبابات الصهيونية، وأحرقت آلاف السيارات بوسائل وأسلحة لا تمتلكها المقاومة الفلسطينية”.

أما فيما يتعلق بمصير الأسرى، فقالت حماس إن معدي التقرير أظهروا “انحيازهم اللاإنساني عند الحديث عن الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية”.. وفي المقابل، لا يطلب التقرير الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال الذين يتعرضون للتعذيب والقتل والتجويع والإذلال في سجون الاحتلال.

وتابعت حماس: “يقول التقرير إن المقاتلين الفلسطينيين ارتكبوا أعمال تعذيب وسوء معاملة بحق الأفراد الذين أسروهم، ومنهم أولئك الذين أخذوا رهائن”. وأردفت “أي عاقل رأى الأسرى الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم المقاومة الفلسطينية وراقب كيف تعاملت معهم أو سمع حديثهم للإعلام، يدرك حجم الكذب الذي احتواه التقرير”.

وأضافت الحركة “في المقابل لم يذكر التقرير شيئا عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين لدى الكيان الفاشي، وكيف يكون وضعهم المأساوي عند الخروج من الأسر”.

كما استنكرت حماس “احتواء التقرير على أكبر الأكاذيب المتعلقة بما سماه (الاغتصاب والعنف الجنسي)، دون أن يذكر أي دليل يُعتد به على تلك التهم الباطلة”، وأضافت “بل اعترف التقرير في الفقرة نفسها: (لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من جمع معلومات يمكن التحقق منها من خلال مقابلات مع ضحايا الاغتصاب أو شهود عليه أثناء هجوم 7 أكتوبر)”.

وتابعت المنظمة في تقريرها: “طلبت هيومن رايتس ووتش الوصول إلى معلومات حول العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي بحوزة الاحتلال لكن لم تتم الموافقة على هذا الطلب”، وفق بيان حماس، وأكدت حماس التزامها بالقيم والمبادئ المستمدة من الدين الإسلامي والقانون الدولي الإنساني، مشددة على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.

وطالبت الحركة المنظمة الحقوقية الدولية بسحب التقرير وتقديم اعتذار عنه.

ومن جهته، وصف الأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي تقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” حول أحداث السابع من أكتوبر بأنه “سقطة خطيرة” ويفتقر إلى الموضوعية والمهنية، مشيرا إلى أن التقرير يكرر الأكاذيب الصهيونية دون أي دليل.

وأشار البرغوثي إلى أن المنظمة قد تكون استسلمت للإرهاب الفكري الصهيوني والضغوط الصهيونية والأميركية، محاولة استرضاء الجانب المحتل من خلال تقريرها الجديد، وشدد الأمين العام للمبادرة الفلسطينية على أن موضوعية ومهنية أي منظمة حقوقية لا تكون بلعب دور شبه محايد بين القاتل والضحية، بل باتخاذ موقف حازم وثابت ضد مجرمي الحرب والمعتدين وجرائمهم.

ودعا البرغوثي منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلى الاعتذار وسحب تقريرها، معتبرا أن هذا السقوط يهدد سمعة المنظمة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى